تعد إعادة تدوير الألمنيوم ذات أهمية خاصة للاقتصاد الإيطالي، المفتقر على مدى تاريخه للمواد الخام. وفي الواقع، يأتي ما يصل إلى 90% من الألمنيوم المنتج في إيطاليا من إعادة التدوير، ويماثل المنتج المتحصل عليه من الخام الأصلي.
وبالتالي، وتمشيًا مع الممارسات الحالية المعمول بها في سائر العالم، فليس من قبيل الصدقة أن تقدم إيطاليا على تركيب عدد كبير من وحدات إنفاذ الأشعة السينية X-TRACT من إنتاج TOMRA، لتسهيل فرز الألمنيوم وتجهيزه لإعادة تدويره.
ويعد مركز Centro Rottami Srl بمدينة تشيستيرنا دي لاتينا مركزًا إيطاليًا رائدًا في مجال إعادة التدوير، لذا كان من الطبيعي أن تضع الشركة الكائنة بمدينة لاتسيو ثقتها في التكنولوجيا المتطورة التي تنتجها TOMRA Sorting Recycling. وقد انتقل مركز Centro Rottami، الذي تأسس عام 1985 لتلبية احتياجات قطاع إعادة تدوير المعادن الحديدية وغير الحديدية (الألمنيوم)، إلى أرض مساحتها 80,000 متر مربع بالمنطقة الصناعية بمدينة تشيستيرنا دي لاتينا عام 1994. وفي كل شهر، يعالج مركز Centro Rottami ما يقرب من 300 إلى 500 طن من الألمنيوم، و4000 طن من الخردة المعدنية، و 300 طن من الخردة المعدنية غير الحديدية، و 2000 طن من الإطارات، و 200 طن من بطاريات الرصاص.
وتحتل هذه الشركة الحيوية والمبتكرة، المملوكة لعائلة دل بريته، صدارة السوق وتواكب مواكبة تامة الاتجاهات الناشئة. ويقول جينارو دل بريته معلقًا على التطلعات التجارية للشركة: ”نؤمن بشدة بالاقتصاد الدائري. ومن ثم، يتمثل هدفنا الأساسي في تحقيق الاسترجاع الكامل لجميع مواد النفايات التي تدخل إلى منشآتنا.“
ويتماشى هدف ”انعدام النفايات“ بالكامل مع أحدث الإستراتيجيات المراعية للبيئة، ويوضح ديل بريته هذا الأمر من منظور دورة المعالجة: ”يتم فرز الألمنيوم بمسار النفايات الواردة بالمرحلة الأخيرة لعملية معالجة معقدة، صممناها ونفذناها باستخدام بعضًا من آلاتنا المسجلة ببراءة اختراع، بالإضافة إلى وحدتين من إنتاج TOMRA، لتقليل فاقد المواد إلى أدنى حد.“
وبصورة أكثر تحديدًا، يستعين هذا الإجراء بآلة TOMRA FINDER، تم شراؤها عام 2008، وأحدث جيل من X-TRACT، التي تم شراؤها عام 2016 ودخلت حيز التشغيل مؤخرًا. ويوضح المهندس/ دافيدي كاتانيو، بشركة Orion، الوكيل الإيطالي لشركة TOMRA Sorting: ”في مركز Centro Rottami، تعالج المادة على دفعات، وتستخدم تسلسلًا من التمريرات التبادلية لاسترجاع قطعًا ذات ثلاثة أحجام مختلفة: 5-30 مم، 30-80 مم و >80 مم. وقد أتاحت وحدة X-TRACT المركبة مؤخرًا فصل المواد المعالجة بصورة أفضل، الأمر الذي أدى إلى زيادة قيمة المنتج. وارتبط القرار بتركيب إحدى آلات X-TRACT التي تنتجها TOMRA بالحاجة إلى تعزيز جودة الألمنيوم المسترجع من عملية التقطيع واضعين في الاعتبار، إمكانية استغلال الجهود المتضافرة الممكنة مع مصهر الألمنيوم القريب منا.“ تمكن تكنولوجيا إنفاذ الأشعة السينية X-ray transmission technology (XRT) من التعرف على المواد وفصلها بناء على كثافتها الذرية، ويمكنها تصنيف المواد واسترجاعها بدرجة عالية من النقاء، بغض النظر عن حجمها، أو درجة رطوبتها، أو وجود ملوثات سطحية عليها.
ويوضح مدير Centro Rottami ليوبولدو دل بريته قائلًا: ”TOMRA شركة يمكننا الوثوق بها، وقد أثبت شريكها الإيطالي دائمًا مهنيته العالية منذ البدايات الأولى للمشاورات التي سبقت الشراء. ولهذا السبب قررنا التوجه إليهم مجددًا، عندما حان الوقت لشراء وحدة X-TRACT الثانية لمعالجة المعادن. فعلى مدى سنوات عدة، لم تسبب لنا آلة FINDER التي تنتجها TOMRA أية مشكلات – وهذه أروع وسيلة تسويقية يمكنك أن تقدمها!“
تمكن TOMRA X-TRACT مركز Centro Rottami من الحصول على قطع من الألمنيوم ذات جودة أفضل، من خلال زيادة درجة نقائها، وبالتالي سعر بيعها. وتعمل هذه الوحدة القائمة بذاتها في الوقت الراهن منفصلة عن بقية التركيبات كآلة لمعالجة الدفعات (كما هو الحال مع FINDER). ويشرح كاتانيو هذا الأمر بشيء من التفصيل: ”بالنسبة لمصهر الألمنيوم القريب منا، يحقق استعمال ألمنيوم أنظف فوائد غير مباشرة أثناء عملية الصهر؛ حيث يقلل زمن توقف التشغيل من أجل تنظيف الفرن، ويوفر نفقات الطاقة اللازمة لإعادة الفرن مرة أخرى إلى درجة الحرارة التشغيلية. وهكذا، فانخفاض زمن توقف الآلة عن العمل والاستهلاك الأقل للطاقة يعنيان أرباحًا أعلى.“
ويصف ليوبولدو دل بريته عملية الإنتاج ”منعدمة النفايات“ بمزيد من التفصيل، بداية من استقبال مواد النفايات الواردة إلى الإنتاج والخرج النهائي للمادة الخام المعاد تدويرها. وتبدأ عملية المعالجة الرئيسية بوحدة تقطيع (وحدة Lindemann Mill) تسفر عن ثلاثة أنواع من المنتجات: الألمنيوم، ومعادن مقطعة مختلطة، والخردة المعدنية المقطعة والزغب. ويرسل الألمنيوم والمعادن المقطعة المختلطة إلى X-TRACT لتنظيف الألمنيوم. ولكن ما يثير الاهتمام حقًا هو التعامل مع الزغب – تلك المكونات المفرومة المؤلفة من البلاستيك، والزجاج، والإسفنج، والقماش، والإطارات، والكبلات، إلى غير ذلك من المواد التي ينتهي بها الحال عادة إلى مكبات النفايات. وفي Centro Rottami، تخضع هذه المادة لتجهيز عالي الدقة، بالاستعانة بتكنولوجيا طورها المركز، تمكن من استرجاع القطع الدقيقة المتبقية في الزغب، بالإضافة إلى إنتاج مادة خام ثانوية خاملة تستخدم في إنتاج مجموعة عالية الجودة من الرواهص البيتومينية والتي يعاد استخدامها لاحقًا في قطاع البناء.
ويخضع الزغب، كخطوة أولى لمعالجة فرز هيدروديناميكية (مسجلة ببراءة اختراع لمركز Centro Rottami)، تفضي إلى فصل ثلاثة أنواع من المواد: الزغب الدقيق، والمعادن المختلطة، والمواد البلاستيكية المختلطة. وترسل المعادن المختلطة إلى X-TRACT لإتمام عملية التنقية (حيث إن هذه المعادن المخلوطة أفلتت من الفصل المغناطيسي والتيارات الدوامية التي تلي المعالجة بالتقطيع)، وترسل بعدها مباشرة للاسترجاع. أما الشق العضوي، الذي يتألف من البلاستيك والزغب الدقيق ويمثل ما يقرب من 40-45% (بالوزن) من الزغب الناتج من آلة التقطيع، فيواصل عملية التنقية حيث يعالج لإزالة المواد الطيارة منه؛ حيث يلقم أولًا في مجفف، ومن ثم إلى فرن ذي مدخل هواء مستقل، ليتحلل حراريًا عند درجة حرارة 450° تقريبًا. وتؤدي هذه العملية إلى تطاير (تبخير) المركبات العضوية، وإنتاج غاز يمكن استخدامه مصدرًا للطاقة.
ومن ثم يقسم المنتج الخارج من الفرن إلى قسمين: مادة >5 مم ترسل إلى FINDER، لاستعادة الأجزاء المعدنية، ومادة <5 مم تحول إلى مادة خام ثانوية جديدة تسمى GRANIMIX®، وهي منتج يحمل علامة تجارية مسجلة من إنتاج Centro Rottami.
وفي ظل المناخ الحالي، الذي ينصب فيه اهتمام الجميع على إعادة التدوير – وإن كان ذلك في الكثير من الأحيان قولًا مجردًا من الفعل – يمثل Centro Rottami مركز تميز أصيلًا، تحتل فيه تكنولوجيا TOMRA الرائدة وخدماتها المكانة اللائقة بها.